منتديات احساس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات ذوق لاصحاب الذوق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 افتراضي الأسباب التي جعلت الكتب المؤلفة في السيرة الغالب عليها الضعف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ismai.l-.
عضو فعال
عضو فعال



عدد المساهمات : 196
نقاط : 5414
تاريخ التسجيل : 19/02/2011

افتراضي الأسباب التي جعلت الكتب المؤلفة في السيرة الغالب عليها الضعف  Empty
مُساهمةموضوع: افتراضي الأسباب التي جعلت الكتب المؤلفة في السيرة الغالب عليها الضعف    افتراضي الأسباب التي جعلت الكتب المؤلفة في السيرة الغالب عليها الضعف  Icon_minitimeالسبت فبراير 19, 2011 7:23 pm

[color:02f9=darkred][font:02f9=traditional arabic][size=25][color:02f9=red]أسباب التي جعلت الكتب المؤلفة في السيرة الغالب عليها الضعف[/color][/size][/font][/color][font:02f9=traditional arabic][size=21]بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
يسرني أن أتقدم بين يدي القراء الكرام بهذا البحث المتواضع الذي يساعد على
تلمس بعض الأسباب التي جعلت الكتب المؤلفة في السيرة النبوية الغالب عليها
الضعف، أقصد الأسانيد والمتون التي حوتها تلك الكتب، والإشارة هنا إلى كتب
مخصوصة، لا كل كتب السيرة، وإلا فعندنا كتب كثيرة قد اعتنى أصحابها
بالأسانيد والمتون دراسة ونقدا، كتاريخ الإسلام للذهبي والسيرة النبوية
لابن كثير وغيرها من كتب هذا الفن.
وقد قال الإمام أحمد رحمه الله: "ثلاث كتب ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير".
ومعنى قوله: "لا أصول لها" أي ليست صحيحة، أو لا سند لها.
وقول الإمام أحمد رحمه الله هذا يحمل كما سبق على كتب مخصوصة: ككتب
الواقدي، وكتب ابن إسحاق، وهشام بن السائب الكلبي، وسيف ابن عمر، وغيرهم.
وهذه الكتب مع شهرتها فقد طعن الأئمة في أصحابها، ونبهوا على سوء أحوالهم،
وخاصة الواقدي، والكلبي، وسيف ابن عمر، حتى قال الشافعي: "كتب الواقدي كلها
كذب".
إن الناظر في هذه الكتب وغيرها من الكتب المشهورة المصنفة في السيرة يقف
على حقيقة أشار إليها العلماء وهي كثرة الضعيف، وعدم سلوك منهج التحقيق،
هذا الأمر الذي نريد أن نتكلم على أسبابه، ودوافعه في هذا البحث.
ويمكن أن نجمل أسباب وجود الضعيف في كتب السيرة في أمور، أهمها:
[color:02f9=red]أ- اعتماد المؤلفين على قول الإمام أحمد: ثلاث كتب ليس لها أصل:[/color]
فاحتجوا بهذه المقولة على عدم جدوى البحث في الأسانيد والمتون، وقالوا هذا
إمام من أئمة المسلمين يقول بأنها ليس لها أصل، فيكون النظر فيها بعين
الفحص من إضاعة الوقت، فيما لا طائل من ورائه.
وهذا الفهم لهذه المقولة غير صحيح ولا يجوز اعتماده، والصحيح ما أشار إليه
الخطيب رحمه الله في كتاب الجامع حيث قال: "هذا الكلام محمول على وجه،
المراد به كتب مخصوصة لهذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها ولا موثوق
بصحتها، لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادات القصاص فيها".
فكلام الإمام أحمد ليس معناه أنه لا يوجد صحيح في السيرة، لكن كثرة
المصنفات التي تروي الغث والسمين، مع شهرتها وكذلك مع كثرة الضعفاء فيها،
جعل الإمام أحمد رحمه الله يقول هذا القول، وإلا ففي الصحاح كصحيح البخاري
ومسلم وغيرهما غنية عن هذه الكتب ومن تتبعها وجد أصولا كثيرة لكل هذه
المادة.
ب_ [color:02f9=red]التساهل في رواية السيرة بناء على قاعدة العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال:[/color]
اختلف العلماء في مسألة العمل بالحديث الضعيف على قولين:
_من أهل العلم من يقول بجواز العمل به.
_ومنهم من يقول بعدم الجواز.
وممن ذهب إلى جواز العمل به الإمام النووي رحمه الله.
وممن قال بالمنع ابن معين وابن حزم وأبوبكر ابن العربي وغيرهم.
والذين قالوا بالجواز شرطوا لذلك شروطا:
_ألا يكون الضعف شديدا.
_أن يندرج تحت أصل عام.
_ألا يعتقد العامل به ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الذين
شرطوا هذه الشروط ومن تبعهم لم يلتزموا بها، واتسع العمل بالحديث الضعيف بل
بالمنكرات والموضوعات بناء على هذه القاعدة، والحق الذي ينبغي أن يصار
إليه أنه لا يجوز الاحتجاج والاعتماد على الحديث الضعيف في كل الميادين
سواء كانت فضائل أوغيرها إذ الكل شرع، كما قال ابن حجر رحمه الله.
وميدان السيرة من الميادين التي أجريت عليها هذه القاعدة، فكانت سببا من
الأسباب التي جعلت الضعيف يصير جزء هاما في السيرة كالمراسيل والمنقطعات بل
وحتى الأحاديث المنكرات والضعيفة جدا والموضوعة، وكل هذا مخالف للمنهج
القويم الذي جرى عليه المحدثون في تمحيص الأسانيد، وطرد الدخيل والضعيف ولا
ينبغي أن نجعل الموضوع وهو السيرة مسوغا لنا الخروج عن هذا المنهج بل
السيرة أولى وأحق بالتحقيق لكون موضوعها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الذهبي تعليقا على القاضي عياض على ما ساقه من المنكر والضعيف في كتاب
الشفا: "ونبينا غني بمدحه التنزيل عن الأحاديث، وبما تواتر من الأخبار عن
الأحاد، والأحاديث النظيفة الأسانيد عن الواهيات، فلماذا ياقوم نتشبع
بالموضوعات فيتطرق إليها مقالات ذوي الغل والحسد".
ج_ [color:02f9=red]التساهل في ذلك بناء على قاعدة التشدد في الحلال والحرام والتساهل فيما عداه:[/color]
قال عبد الرحمن ابن مهدي رحمه الله: "إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل
الأعمال تساهلنا وفي الأسانيد والرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام
والأحكام تشددنا في الرجال".
وقال سفيان الثوري: "خذوا هذه الرغائب وهذه الفضائل من المشيخة فأما الحلال والحرام فلا تأخذوه إلا عن من يعرف الزيادة فيه والنقص".
وقال الخطيب البغدادي: "ينبغي للمحدث أن يتشدد في أحاديث الأحكام التي يفصل
بها بين الحلال والحرام فلا يرويها إلا ذوي المعرفة والإتقان والحفظ
والضبط، وأما الأحاديث التي تتعلق بفضائل الأعمال وما في معناها فتحتمل
روايتها عن عامة الشيوخ".
لقد اعتبر بعض المؤلفين أن السيرة مما يتساهل فيها ظنا منهم أنها أخبار لا
تحلل حلالا ولا تحرم حراما فتساهلوا تساهلا بالغا في رواية أحاديثها، والحق
الذي ينبغي أن يصار إليه هو اعتبار السيرة أغلب مادتها من الحلال والحرام
والعقائد.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله: "تتعلق بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحكام كثيرة، فيجب كتبها والحفظ لها".
وقد نقل عن الزهري قوله: "في علم المغازي علم الآخرة والدنيا".
وقد أثبت ابن تيمية رحمه الله هذا عمليا في كتبه كما في كتاب: الصارم المسلول، والجواب الصحيح، والنبوات.
وابن القيم في كتابه: زاد المعاد في هدي خير العباد.
د_ [color:02f9=red]عدم أهلية المصنفين:[/color]
اشتهر في هذا المجال مصنفين داع صيت كتبهم واشتغل الناس بها مع كونهم مطعون
فيهم عند أهل الحديث كالواقدي مثلا وكلام أئمة الحديث في الطعن فيه معروف،
قال فيه البخاري رحمه الله: متروك الحديث، وقال الشافعي: كتب الواقدي كلها
كذب.
ومن المصنفين أيضا المطعون فيهم: الهيثم بن عدي، كذبه البخاري وغيره.
علي بن محمد المدائني: ضعفه ابن عدي.
أبو معشر السندي: ضعفه ابن معين وغيره من أصحاب السيرة المطعون فيهم من علماء الحديث.
وهناك من أئمة المصنفين أصحاب عدالة فقبل حديثهم أهل هذا الشأن لكن سلكوا
مسلكا في التأليف انتقده عليهم أهل الحديث كابن اسحاق ممن يحسن حديثه عند
أهل الحديث إلا أن كتابه انتقده عليه أئمة الحديث كيحيى بن سعيد القطان
وغيره.
قال الذهبي: "ولا ريب أن ابن اسحاق كثر وطول لأسباب مستوفات اختصارها أملح،
وبأشعار غير طائلة حذفها أرجح، وبآثار أكترها لم تصحح، مع أنه فاته شيء
كثير من الصحيح لم يكن عنده، فكتابه محتاج إلى تنقيح وتصحيح، ورواية ما
فاته".
وهناك من الأئمة الثقات من ألف في السيرة إلا أنه اختصرها اختصارا كموسى بن
عقبة بن أبي عياش الأزدي كان ثقة ثبتا كثير الحديث ألف في مغازي رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلا أن كتابه مختصر جدا، قال الإمام مالك رحمه الله:
"عليكم بمغازي موسى بن عقبة الرجل الصالح فإنه ثقة".
وقال الخطيب البغدادي: "ليس في المغازي أصح من كتاب موسى بن عقبة مع صغره".
وقال الذهبي: "مغازي موسى بن عقبة غالبها صحيح ومرسل جيد لكنها مختصرة تحتاج إلى زيادة بيان وتتمة".
ه_[color:02f9=red] ميول الناس إلى الطابع القصصي جعل الأحاديث الضعيفة تروج عليهم بل أصبحت هي الأساس لجلب الناس لهذه الكتب:[/color]
من الدوافع التي جعلت الكتب الضعيفة في السيرة تروج، اهتمام العامة بها،
وذلك لما وجدوا فيها من سهولة العبارة والتشويق في العرض وتداخل الأحداث مع
ما يكتنف هذه الكتب من ذكر الغرائب والنواذر والأشعار، وكل هذا وغيره جعل
قلوب العوام تميل لمتابعتها وسماعها، ومما زاد الطين بلة اعتماد القصاص في
قصصهم على هذه الكتب وزياداتهم المنكرة عليها مما جعل الأمر يزداد سوء من
جهة الأصل ومن جهة الفرع.
و_[color:02f9=red] تأثر المؤلفين بعضهم ببعض[/color]:
قد تأثر المؤلفون في جانب السيرة بأسلافهم، وفي بعض الأحيان حتى بأقرانهم
مما جعلها تكون شبه مماثلة من حيث سوق الأحداث، وذكر القصص، وعدم تحري
الصحة، مما جعل جملة من المصنفات يمكن أن نعتبرها تكريرا لما في كتب
سابقيها، وحتى لو حصل تغير فإنه لا يكون في جانب التحقيق والكلام على
الأسانيد ونقد المتون.
ز_[color:02f9=red] صعوبة الوقوف على المواضيع التي تهم السيرة في كتب المحدثين:[/color]
هذه الصعوبة تتمثل في أمور من أهمها:
أن يكون الكتاب الحديثي غير مرتب على المواضيع كالكتب التي رتبت على
الصحابة: المسانيد، أو على الشيوخ: المعاجم، مع العلم أن هذه الكتب قد
اشتملت على مادة ضخمة في موضوع السيرة، لكن لا يمكن للعامة الاستفادة منها،
فهي تحتاج إلى تقريب، وحتى الكتب التي هي مرتبة على المواضيع نجدها مفرقة
في كتب كالمناقب، والفضائل، والجهاد، والإمارة، والمغازي.
ن_ [color:02f9=red]حب الجمع للرويات والاستكثار منها[/color]:
مما قد يغلب على نفس المؤلف حب الجمع للروايات، وسوق الأسانيد والمتون،
والاستفاضة في ذكرها، وذلك لإظهار سعة علمه، وطول رحلته، وكثرة شيوخه، مما
يجعله يأخذ من هنا وهناك دون نقد ولا تمحيص، فيأتي الكتاب محشوا بالغث
والسمين.
ح_[color:02f9=red] نذرة المؤلفات المفردة المعتبرة:[/color]
قد خلت الساحة في وقت من الأوقات من كتب مؤلفة على طريقة أهل الحديث مما
جعل الكتب الأخرى يكون لها صيت وانتشار، لكن لم يستمر الأمر على ذلك بل
أفرد المحدثون في مجال السيرة كتبا قيمة، ككتاب دلائل النبوة للبيهقي ومن
سار على طريقته، لكن ومع وجود هذه الكتب بقي تعلق الناس بالكتب الأخرى،
فإنا نجد المعاصرين من المؤلفين قد اعتمدوا على مؤلفات المؤرخين الذين لم
يتحروا الصحة، وفاتهم الكثير مما هو موجود في كتب الحديث.
[color:02f9=red]خلاصة:[/color] هذه الأسباب قد جعلت بعض كتب السيرة محشوة
بالضعيف والمنكر، وكما سبق يجب أن تكون كتب السيرة النبوية من الكتب التي
تخضع للنقد والتمحيص ودراسة الأسانيد والمتون، لأن السيرة النبوية هي
التطبيق العملي للأسلام، والسبيل الأوحد لتحقيق ذلك هو اعتماد منهج
المحدثين. والله أعلم[/size][/font]
[color:02f9=red]وكتبه:[/color] [color:02f9=blue]رشيد الزات المغربي المراكشي غفر الله له ولوالديه لا تنسونا من خالص الدعاء.[/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
افتراضي الأسباب التي جعلت الكتب المؤلفة في السيرة الغالب عليها الضعف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منهجية بعض الكتب المؤلفة في السيرة من حيث العقيدة
» افتراضي موقع متميز متخصص في الكتب الإلكترونية الإسلامية-لا يفوتكم الكتب
» لماذا جعلت الهموم والأحزان تتجرأ على إنزال دمعتك في زمن أنت أحوج فيه إلى القوة ..؟
» السيرة النبوية وعلاقتها بالمنهج الدعوي
» افتراضي الاستعمار الأوروبي وآثاره على الأمة الإسلاميه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات احساس :: {.. ذُوقْ الإحٌسآسْ الـعَآمْ ~ :: ::. نـَسٌآئِمْ إيٌـمَانِيٌه .::-
انتقل الى: