<hr style="color: rgb(255, 249, 251); background-color: rgb(255, 249, 251);" size="1">
<div align="center">"اقشعرت الأرض وأظلمت السماء، وظهر الفساد
في البر والبحر من ظلم الفجرة، وذهبت البركات، وقلت الخيرات، وتكدرت الحياة
من فسق الظلمة، وبكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال
الفظيعة، وشكا الكرام الكاتبون إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات
والقبائح! قست القلوب وكثرت الذنوب وانصرف الخلق عما خلقوا له، فعظم بذلك
المصاب واستحكم الداء وعز الدواء وهذا - واللٰه - منذر بسيل عذاب قد انعقد
غمامه، ومؤذن بليل بلاء قد ادلهم ظلامه" ( الفوائد لابن القيم)<br>
"إن المعاصي تخرب الديار العامرة، وتسلب النعم الباطنة والظاهرة. فكم لها
من العقوبات والعواقب الوخيمة؟! وكم لها من الآثار والأوصاف الذميمة؟! وكم
أزالت من نعمة وأحلت من محنة ونقمة؟!"(المجموعة الكاملة للسعدي)<br>
<br>
آثار الذنوب على قلب العبد :<br>
<br>
1- الوحشة والظلمة في القلب:<br>
§ قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورا
في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة
سوادا في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنا في البدن، ونقصا في الرزق، وبغضة في
قلوب الخلق"<br>
<br>
2- تورث الذل: فإن العز طاعة الله تعالى ،والذل في معصيته<br>
§ قال الله تعالى:"من كان يريد العزة فلله العزة جميعا" (سورة فاطر، الآية: 10 ) ، فمن أراد العزة فليطلبها بطاعة الله<br>
§ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال، قال رسول الله r:
"وجعل الذل والصغار على من خالف أمري" (رواه أحمد وصحه الألباني).<br>
§ قال الحسن البصري رحمه الله "إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم
البراذين، إن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه"
(الجواب الكافي)<br>
§ قال عبد الله بن المبارك رحمه الله:<br>
رأيت الذنوب تميت القلوب<br>
<br>
<br>
<br>
وقد يورث الذل إدمانها<br>
<br>
<br>
وترك الذنوب حياة القلوب<br>
<br>
<br>
<br>
وخير لنفسك عصيانها<br>
<br>
<br>
وهل أفسد الدين إلا الملوك<br>
<br>
<br>
<br>
وأحبار سوء ورهبانها<br>
<br>
<br>
<br>
§ قال ابن القيم رحمه الله:<br>
وهو المعز لأهل طاعته وذا عز حقيقي بلا بطلان<br>
وهو المذل لمن يشاء بذلة الـ ـدارين ذل شقا وذل هوان<br>
<br>
3- تطبع على القلب:<br>
§ عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن رسول اللٰه صلى الله عليه وسلم قال: «إن
العبد إذا أخطأ خطيئة، نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب
سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر اللٰه: "كلا
بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" » (رواه الترمذي وحسنه الألباني).<br>
§ تحجب القلب عن الرب في الدنيا، والحجاب الأكبر يوم القيامة، كما قال الله
U: "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ، كلا إنهم عن ربهم يومئذ
لـمحجوبون "<br>
<br>
4- تذهب الحياء من القلب:<br>
§ عن أبي مسعود عن النبي r أنه قال: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت" (رواه البخاري)<br>
§ وقالالشاعر:<br>
ورب قبيحة ما حال بيني وبين ركوبها إلا الحياء<br>
فكان هو الدواء لها ولكن إذا ذهب الحياء فلا دواء<br>
<br>
5- تلقي الخوف والرعب في القلب: فإن الطاعة حصن الله الأعظم ، فمن أطاع
الله انقلبت المخاوف في حقه أمنا، ومن عصاه انقلبت مآمنه منه مخاوف، فمن
خاف الله أمَّنه من كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء.<br>
<br>
6- المعاصي تصغر النفوس: وتقمعها، وتدسيها، وتحقرها حتى تصير أصغر شيء
وأحقره، كما أن الطاعة تنميها وتزكيها، وتكبرها، قال الله U: "قد أفلح من
زكَّاها ، وقد خاب من دسَّاها".<br>
<br>
7- المعاصي تنكس القلب: حتى يرى الباطل حقا والحق باطلا، والمعروف منكرا، والمنكر معروفا.<br>
§ عن حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تعرض الفتن على
القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أُشربها نُكِت فيه نُكتة سوداء وأي قلب
أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره
فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مُرْبَادَّاً كالكُوز
مُجَخِّياً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أُشرِب من هواه" رواه
مسلم.<br>
<br>
8- تضيق الصدر:<br>
§ فالذي يقع في الجرائم، ويعرض عن طاعة الله يضيق صدره بحسب إعراضه، قال
الله تعالى: "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله
يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين
لا يؤمنون " (سورة الأنعام 125).<br>
هل ستقلع عن الذنوب ----فكر فانت صاحب القرار</div>