[center][size=18]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الجميع مر بمعاناة وفاة أحد أقربائه , بعضهم لا يتذكرهم الشخص إلا كسكيرين نسونجيين , والبعض الآخر لا يملك الشخص إلا أن يحزن عليهم من كل قلبه مهما طال الزمان بسبب طيبة قلوبهم وتعلقهم بدينهم , وهذا الموضوع لكي نتذكر فيه هؤلاء الذين فرضوا إحترامهم على الآخرين وفعلاً : ( إذا أحب الله شخصاً نادى في أهل السماء : إني قد أحببت فلاناً فأحبوه , فينادي أهل السماء في أهل الأرض : إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه , فيحبه أهل السماوات والأرض ) .
وهنا أحببت أن أتذكر شخصين عزيزين كثيراً على قلبي , ورغم مضي فترة طويلة على وفاتيهما إلا أن وفاتيهما ما زالتا تشكلان غصة كبيرة في حلقي , وأعني بهما جدي لوالدي و عمتي .
فقد كان جدي قمة في الطيبة والأخلاق وأكثر ما أتذكره به هو محافظته على صلاواته في المسجد مهما كانت الظروف , فرغم أنه كان مصاباً بالروماتيزم ووصلت به الحال حتى أنه كان يواجه صعوبة لو أراد السير من غرفته إلى المطبخ مثلاً , ورغم أن بين بيته وبين المسجد كانت توجد مسافة يتخللها منحدر شديد الإنحدار ( ينزله ذهاباً ويصعده إياباً ) وكان هذا المنحدر شبه قائم حتى أنني وأنا الشاب ( كنت وقتها في الـ 18 من عمري عندما أقمت معاهم في الأردن لحوالي الستة أشهر ) أعود وأقول كنت رغم ذك أتعب منه لدرجة أنني أحياناً كنت أتكاسل , لكن هذا لم يثبطه ولم يفقده عزيمته ولم يقعده في المنزل رغم أنه لو صلى في المنزل لكان معذوراً في ذلك , وفعلاً من توكل على الله فهو حسبه , فرحمك الله يا جدي وأسكنك فسيح جناته ووالله لو أحب المسلمون صلاتهم وتعلقوا بها بعُشْرْ ما أحببتها وتعلقت بها لأصبحت الأمة بألف خير .
وعمتي رحمها الله وما أدراكم من عمتي ؟!!
كم فتاة تفكر في هذا الزمان بأن تُفْني حياتها وترفض كل فرص الزواج من أجل والديها ؟!!
نعم بعد تفرق والدي وأعمامي في العديد من البلدان أصبح جدي وجدتي وحيدين , فنذرت عمتي نفسها لرعايتهما وخدمتهما بدلاً من تركهما لمعاناة الوحدة ورفضت العديد من عروض الزواج , وفعلا ً ( ففيهما فجاهد ) .
فرحمكِ الله يا عمتي وأسكنكِ فسيح جناته ووالله لو أحب كل مسلم والديه وضحى من أجلهما بعُشْرْ ما أحببتي والديكِ وضحيتي من أجلهما لما بقي في الأمة الإسلامية والدان يعانيان من هجر الأولاد .
تحياتي .[/size][/center]